صحيفة خلف الكواليس
الرئيسية / عربي وعالمي / «وقف النار» بين ساعات الانفراج الأخيرة.. وتبادل الضغط العسكري

«وقف النار» بين ساعات الانفراج الأخيرة.. وتبادل الضغط العسكري

أوحى العنف غير المسبوق من تبادل القصف والغارات مصحوبا بمواجهات شديدة على مختلف محاور الجنوب، بأن كلا من إسرائيل و«حزب الله» يرمي بثقله قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار.

ففي حين دمرت إسرائيل نحو 20 مبنى في الضاحية الجنوبية وحدها خلال ساعات، مع توسيع أحزمة النار على مختلف محاور القتال، أطلق «حزب الله» 340 صاروخا ومسيرة انقضاضية تجاوز بعضها تل أبيب حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.

ويأتي هذا التصعيد وسط معلومات حول اتفاق وقف النار وقرب التوصل إلى تفاهم، مقابل معلومات قالت إن المفاوضات قد تصل إلى الحائط المسدود.

لكن منسوب التفاؤل عاد وارتفع حيث نقل تلفزيون «الجديد» عن زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «الأجواء إيجابية جداً وأن الإعلان عن وقف اطلاق النار من الولايات المتحدة خلال ٣٦ ساعة».

وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الحكومة الأمنية المصغرة عقدت اجتماعا مطولا لاتخاذ موقف من الاقتراح الأميركي، خلصت بنتيجته إلى أن هناك إمكانية للتوصل إلى تسوية خلال ساعات، وان إسرائيل لا تريد الذهاب باتجاه معاكس للإرادة الأميركية التي تريد إقفال هذا الملف.

فيما نقل عن بعض المصادر ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافق على التسوية، وينتظر موافقة مجلس الوزراء «الكابينت» اليوم مع محاولة إقناع اليمين المتطرف الرافض لأي اتفاق. ولفتت المصادر إلى أن واشنطن وعواصم أخرى قد تبلغت بمضمون القرار الإسرائيلي حول التسوية، من دون أن تستبعد أن يكون لبنان إحدى هذه الدول التي تبلغت مضمون الاتفاق.

وذكرت المصادر أن تيارا واسعا من المعارضة يرى ان إسرائيل قد حققت كل ما يمكن ان تحصل عليه في الميدان، وان الاستمرار في المعارك قد يؤدي إلى المزيد من الخسائر من دون تحقيق مكاسب إضافية. وتابعت: «ستضطر إسرائيل في نهاية المطاف إلى القبول بالتسوية ووقف إطلاق النار».

ونقلت مصادر ديبلوماسية غربية عن مسؤولين إسرائيليين ان حكومة نتنياهو حصلت على ضمانات من واشنطن بحرية العمل في حال انتهاك الاتفاق، وكذلك حرية العمل في منطقة الحدود اللبنانية – السورية، إضافة إلى تعهد بحل النقاط الخلافية، ومنها مشاركة فرنسا في لجنة المراقبة.

وتابعت المصادر الديبلوماسية: «في هذا الإطار وصل إلى إسرائيل وكيل وزارة الدفاع الأميركية لإنهاء تفاصيل التسوية وتأكيد التزام واشنطن الوقوف الدائم إلى جانب أمن إسرائيل وحمايتها من أية أخطار تتعرض لها».

في حين وصف مصدر لبناني رفيع ما جرى ليل الأحد من تطورات، بالقول: «قد نكون أمام نهاية الحرب، أو ربما أمام الانتقال إلى مرحلة جديدة فيها، في ضوء استعادة حزب الله المبادرة في الميدان».

في المواقف، ندد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بالاعتداءات الإسرائيلية على القوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل».

وقال في منتدى حوارات روما المتوسطية: «بلد صغير كلبنان يتطلب حماية من الأمم المتحدة.» وأشار إلى «أن ما يحدث منذ عقود في فلسطين انعكس على لبنان». وطالب بمساعدات دولية لبناء جيش لبناني قوي. وأضاف: «القرار 1701 هو الذي سيمنح السلام إلى لبنان، ويجب ألا يكون هناك سلاح خارج إطار الدولة».

من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية «الكرملين» دميتري بيسكوف: «نريد أن تتوقف الضربات الإسرائيلية على الأهداف المدنية في لبنان والوضع الإنساني طارئ، ومن المهم توفير قنوات أوسع لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشرق الأوسط».

وكان الجيش الإسرائيلي قد أجبر على الانسحاب من عدد من أحياء بلدة الخيام، وأوقف تقدمه ساحلا من بلدة شمع في اتجاه تلة البياضة في سعيه إلى تطويق بلدة الناقورة الحدودية البحرية.

واستمرت المعارك مع مقاتلي حزب الله. وأعلن إعلامه الحربي «استهداف ثلاث دبابات ميركافا بصواريخ موجهة، ما أدى إلى تدميرها، ووقوع من فيها بين قتيل وجريح».

توازيا شهد يوم الأحد رفع عدد المقذوفات الصاروخية الموجهة من لبنان إلى إسرائيل وتخطى الـ 250 بحسب إحصاءات إسرائيلية، وصولا إلى العاصمة تل أبيب، وفق معادلة تبناها الحزب وتقول: قصف بيروت يقابل بقصف تل أبيب.

وأمس قصف الحزب المستعمرات الإسرائيلية الشمالية بالصواريخ، في خطوة وصفها المصدر اللبناني الرفيع بـ «أن الحزب يريد القول لإسرائيل، ان الأيام الأخيرة من الحرب تشهد مفاوضات تحت ضغط ناري من الحزب». فيما رد الجيش الإسرائيلي بغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان.

ومن بيروت، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية حصيلة جديدة لمجزرة البسطا الفوقا، ببلوغ عدد القتلى 29، في مقابل 66 جريحا. واستمرت أعمال رفع الأنقاض، وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لإنقاذ شاب من تحت الأنقاض يوم الاحد.

وفي جانب آخر، استمر العمل بوتيرة عادية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، على الرغم من اشتداد القصف على الضاحية الجنوبية ليل الأحد. وحطت طائرات «طيران الشرق الأوسط – الخطوط الجوية اللبنانية» (الميدل إيست) في عز سقوط الصواريخ من الطائرات الحربية الإسرائيلية في محيطه.

وتحدث عدد من العائدين من أوروبا لـ «الأنباء» عن «طلب تاكسيات للعودة إلى منازلهم عبر خدمة التطبيقات». وقد حضرت السيارات في شكل عادي، وسلك السائقون ما يعتبرونه طريقا مشمولة بالضمانة الأميركية المتعلقة باستمرار حركة المطار. والطريق تمر عبر الاوتوستراد المؤدي إلى المدينة الرياضية وصولا إلى جسر الرينغ ومنه إلى الأشرفية.

أما الطريق القديمة عبر دواري شاتيلا والطيونة، فتوقف العمل بها منذ زمن بحسب السائق، الذي قال انه يقصد المطار لنقل الزبائن مرات عدة يوميا، بأوقات ثابتة وفق جدول مواعيد الإقلاع والهبوط لطائرات «الميدل إيست». وشهد يوم الاثنين تعطيل الدروس في الجامعات والمدارس بالعاصمة بيروت وبعبدا وعاليه وساحل الشوف وبعض من ساحل المتن الشمالي.

إلى ذلك، تزينت مناطق واسعة من البلاد مع اقتراب الدخول في الشهر الأخير من السنة الذي يشهد عيدي الميلاد ونهاية السنة، وسط توقعات بأن تشهد المجمعات والمحال التجارية حركة لافتة، جراء الانفراجات العسكرية المتوقعة، والتي ستترافق حكما بحضور كبير للبنانيين المقيمين في الخارج لتمضية الأعياد بين أهلهم، مع ما يؤدي ذلك إلى تنشيط الحركة في المرافق الخدماتية.

عن alkawalis